مثلما زادت قدرة المواطنين حول العالم على التقاط لقطات فيديو حية ومشاركتها على الإنترنت، ازداد كذلك نشر مؤسسات الأخبار لهذه اللقطات لدعم تغطيتها للأخبار العاجلة.
من ثورة 2009 الخضراء في إيران إلى الحرب الحالية في سوريا وخارجها، أضحت التقاليد العادية بأن يقوم الصحفيون بالاعتماد على مشاهد فيديوهات المصادر، أي الأفراد الذين شهدوا حدثاً ما بالفعل.
تحقق هذه المقاطع من الفيديوهات اللّحظية والفورية ما لا تستطيع التغطية التقليدية تحقيقه في كثير من الأحيان. في بعض الحالات، تكون هي الدليل الوحيد المتوفر إن وقع حدثٌ ما بالفعل.
مع ذلك، فالمحتوى المقدّم من المستخدمين لا يلتزم بقواعد غرف الأخبار التقليدية. وإذا ما استُخدمت هذه المواد بشكل غير صحيح، يمكن للقطات شهود العيان أن تنتهك خصوصية الفاعل (المشارك في الحدث) أو حتى تُعرضه/ ها للخطر. التحقق من هذا المحتوى وضمان خروجه في السياق الصحيح يمكن أيضاً أن يطرح تحديات.
“إن ظهور لقطات شهود عيان في التقارير أمر جرى إلى حد كبير من غيرالخضوع لأي تدريب متخصص أو تعلّم أفضل الممارسات للصحفيين ووسائل الإعلام الذين يستخدمون لقطات المواطن”، كما تقول مادلين باير، مديرة البرنامج في ويتنس، وهي منظمة دولية تقدم التدريب والدعم للأشخاص الذين يستخدمون الفيديو في مناصرة حقوق الإنسان.
للتغلب على هذه العقبات، أطلقت ويتنس مؤخراً مبادئها التوجيهية الأخلاقية لاستخدام فيديوهات شاهد العيان في كتابة التقارير عن حقوق الإنسان ومناصرتها. باير تحدثت مع شبكة الصحفيين الدوليين لإعطاء لمحة عامة عن الدليل ومناقشة كيفية استخدامه من قبل الصحفيين في جميع أنحاء العالم:
البدء
قالت باير إن هناك عدداً من الطرق يمكن من خلالها للمستخدمين الجدد البدء أو الإنطلاق في استخدام الدليل. الدليل مقسم إلى سبعة أجزاء – مبادئ التوثيق الأخلاقي والتقييم المهني، كيفية تقليل الضرر أثناء فضح الانتهاكات، وأشرطة الفيديو التي تظهر الجناة، ونسبة الفيديو لمصدره والسياق، والمصادر المعرضة للخطر ولقطات الجرافيك – مما يجعل من السهل الوصول إلى المعلومات عند الحاجة إليها.
قالت باير إن كل قسم يتضمن أمثلة على حالات سابقة استخدمت فيها غرف الأخبار لقطات شهود العيان، وهو ما يعطي زاوية عملية أو أُفق من العالم الحقيقي لأولئك الذين يأملون في بدء مناقشة أخلاقية في غرف أخبارهم.
“ما يقارب من نصف الدليل هو وصف لحالات واقعية من جميع أنحاء العالم، استخدمت فيها لقطات شهود العيان في الأخبار أو توثيق حقوق الإنسان ومناقشة لكيفية اتخاذ قرار مبني على معلومات وقرار أخلاقي حول استخدام هذه اللقطات”، بحسب باير وتضيف، “هذه أدوات رائعة لبدء مناقشة داخل أي مؤسسة حول الطريقة التي سيتعاملون بها مع سيناريوهات مماثلة”.
ويتضمن الدليل أيضاً قائمة من الأسئلة التي يجب أن تسألها لنفسك قبل استخدام لقطات لشهود عيان، فضلاً عن قائمة من الأشياء التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء إنشاء مدونة أخلاقية لاستخدام لقطات شهود العيان في غرفة الأخبار الخاصة بك.
تجاوز الحدود السياقية
عندما ينظر المرء لفيديو شاهد عيان داخل المشهد الإعلامي العالمي، فإن الأمور تصبح أكثر تعقيداً. أخلاقيات مهنة الصحافة وسياقات وسائل الإعلام التي تستخدم شهود العيان تختلف اختلافاً كبيراً من بلد إلى آخر. ولأن فيديو شهود العيان يسمح للشخص بتغطية جزء من العالم هو أو هي قد لا يكونوا قادرين على الوصول له بطريقة أخرى، فإنه من الشائع للصحفيين استخدام لقطات تمّ إنتاجها داخل ثقافة غير مألوفة.
وقالت باير إن دليل ويتنس تم تصميمه مع وضع ظاهرة السياق المنهار في الاعتبار، ويمكن استخدامه من قبل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في أي بلد.
“مفاهيم الخصوصية والكرامة والأمن تختلف باختلاف البلدان والثقافات”، كما قالت باير “لقد تم تطوير الدليل باستخدام خبرة ويتنس في عرض فيديوهات عن حقوق الإنسان من جميع أنحاء العالم، والعمل مع المواطنين الصحفيين والنشطاء الإعلاميين الذين يقفون على الجانب الآخر من الكاميرا في مجموعة متنوعة من المناطق. ويشمل أيضاً أمثلة وخبرات جمعها الزملاء من مختلف البلدان”.
ماذا بعد
حالياً، تسعى ويتنس للحصول على ردود فعل من الصحفيين للكيفية التي يمكن بها تحسين الدليل. وتوصي باير بتقديم ردود الفعل وآرائكم من خلال التغريد إلى @WITNESS_Lab أو إرسالها عبر البريد الإلكتروني feedback@witness.org. كما تخطط ويتنس أيضاً لترجمة الدليل إلى عدة لغات مختلفة في المستقبل.
وتقول باير، “لقد تبنى صحفيون في جميع أنحاء العالم صور شهود العيان بمعدلات مختلفة، لذلك فهو شيء رائع التعلم من أفضل الممارسات عبر الحدود ومشاركتها”.
انقر هنا لقراءة الدليل الكامل للمبادئ الأخلاقية لاستخدام فيديوهات شاهد العيان في التقارير عن حقوق الإنسان والدعوة لها. لقراءة المزيد عن الدليل، راجع سلسلة أيام الأربعاء الأخلاقية لـ ويتنس.
تحمل الصورة رخصة المشاع الإبداعي على فليكر من خلال مستر تين دي سي.
*المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين