ترافق تأسيس مواقع التواصل الاجتماعي مع تحديّات كبيرة، أبرزها مسألة الخصوصية أو الـ Privacy، ففي الوقت الذي يمضي فيه مستخدمو هذه المواقع أكثر من 6 ساعات ونصف من وقتهم خلال اليوم بتصفحها، يتناسى معظمهم أهمية وضرورة الحفاظ على الخصوصية والتصفّح بأمان.
والجدير ذكره أنّ موقع فايسبوك كان قد أعلن عام 2019 عن فتحه تحقيقا بشأن نشر معلومات قابلة للتنزيل على شبكة الإنترنت تتعلق بأسماء وأرقام هواتف أكثر من 267 مليون شخص من مستخدميه. وكانت هذه البيانات متاحة للتنزيل على منتدى أحد القراصنة الإلكترونيين الذي يعود لإحدى الشبكات الإجرامية، وأتت هذه القضية لتستكمل ملف إخفاق عملاق التواصل الإجتماعي بعد فضيحة “كامبريدج أناليتيكا” التي سجلّت أكبر خرق لخصوصية الناس من تاريخ نشأة الموقع إلى اليوم.
رغم ذلك، هناك طرق عديدة لتفادي الوقوع في هكذا فخ والأهمّ بالنسبة للصحفيين لأنهم أكثر عرضة من غيرهم لهذا النوع من الخرق للخصوصية لأهداف وأغراض عديدة. فما العمل؟
أولاً، القاعدة الذهبية: احفظ كلمة السر أو المرور
غالباً ما يعتمد الصحفيون على الدخول الآلي على فيسبوك او انستجرام أو تويتر على هواتفهم. مع الوقت ينسى المستخدم كلمة السرّ أو المرور وهنا تبدأ المشكلة. ويتكرّر الموضوع مع نسيان كلمة مرور البريد الإلكتروني بسبب قلّة الإستعمال ولهذا على المستخدمين تسجيل كل الحسابات وكلمات المرور على ورقة وحفظها في خزنة أو كتاب أو مكان لتخبئة المقتنيات الشخصية. فنسيان كلمة المرور هو من أكثر المشاكل التي تعرّض الصحفيين لخرق أمني.
لا بدّ أيضًا من أن يكون “باسوورد” الإيميل مختلفاً عن كلمة مرور حسابات مواقع التواصل الإجتماعي، ففي حال خسرنا أحد الحسابات، أول ما يمكن اللجوء إليه هو البريد الإلكتروني لإستردادها.
ثانياً: تشبيك رقم الموبايل بحسابات مواقع التواصل الاجتماعي
باتت غالبية مواقع التواصل الإجتماعي تعتمد على رقم الموبايل الخاص بالمستخدمين من أجل ربطه بالحساب. قم الآن بتحديد رقم هاتف خاص بك وربط الحساب به (فهناك طريقتان لخلق حساب، أو عبر البريد الإلكتروني أو عبر الهاتف) فإذا قمت بخلقه عبر الإيميل، يمكن إضافة رقم الهاتف وتشغيل خاصيّة الإشعار عند استخدام الحساب من منطقة جغرافية معيّنة غريبة عن المعتاد. بهذا يمكنك معرفة ما إذا كان حسابك يتعرّض لمحاولات خرق أم لا وفي حال وصلتك رسالة بالموضوع بادر فوراً إلى تغيير كلمة المرور.
ثالثاً: تغيير كلمة المرور كل 3 أشهر
قد تبدو هذه النصيحة مزعجة، لكن معظم الخبراء في مجال السلامة والأمن الإلكتروني أو “السيبراني” Cyber Security ينصحون بتغيير كلمة السرّ كل 3 أشهر وذلك لأن معظم الهاكرز أو المقرصنين يعتمدون على برامج تعمل بخاصيّة Dictionary أو تراتبية معيّنة وتسلسل في فكّ شيفرة كلمة المرور وكلّما كان الـباسوورد معقدّاً كلما صعب الوصول إلى الكلمة.
تستغرق إمكانية الوصول الى فكّ شيفرة كلمة المرور المتوسّطة القوة حوالى 3 أشهر ولهذا ينصح بتغييرها كل 3 أشهر. فإذا كنتم مشروع ضحيّة تقطعون الطريق على المقرصن.
رابعاً: إحمِ معلوماتك على جهاز صلب Hard Disk External
من الضروري شراء جهاز Hard Disk خارجي لحفظ المعلومات والمعطيات والملفات من الكمبيوتر. بهذه الطريقة تضمن عدم خسارة ملفات عملك وإذا وقت ضحية قرصنة، لن تخضع للإبتزاز من أجل الحصول على معلوماتك، فلقد انتشر فيروس Ransom أو الفدية العام الماضي وكثيرون اضطروا لدفع مئات الدولارات مقابل استرداد معلوماتهم “المصادرة”.
خامساً: لا تنشر معلوماتك الشخصية على الشبكة
غالباً ما ينشر البعض أسماء عائلاتهم وأرقام هواتفهم ويقومون بمشاركة المكان Share Location مع المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. يعدّ من الخطأ عرض المعلومات الشخصية على عامة الناس وهذا يضع معلوماتكم وحساباتكم المصرفية والإلكترونية لخطر السرقة.
سادساً: تحكم في من يستطيع مشاهدة منشوراتك
يتيح فايسبوك لكل مستخدم خاصيّة متعلقّة بتحديد هوية من بإمكانه مشاهدة المنشورات. في هذا الإطار يمكن مشاركة المعلومات المتعلقة بحياتنا الشخصية (مثل صور العائلة والشريك والأطفال) مع لائحة مقربّة ومحدّدة من الأشخاص والأفضل في هذا السياق عدم نشر صور عائلية أو حميمة إطلاقًا حفاظاً على خصوصية الحياة وبنفس الوقت الحفاظ على أمن وسلامة من نحبّ.
سابعاً: منع الغير من النشر على صفحتك
يمكن للمستخدم تغيير إعدادات الخصوصية Privacy Settings بما يتيح له منع الآخرين من النشر على صفحته الشخصية، طالما أنه لا يسمح بذلك، أو يقتصر هذا الأمر على الأصدقاء فقط. كذلك بالإمكان وضع خاصيّة Approve قبل أن تنشر بشكل تلقائي، فتوافق على الصور التي تريد أن تنشر دون سواها.
ثامناً: تنبّه من التطبيقات العشوائية
هناك تطبيقات تعرف بـ”الطرف الثالث” Third Party Applications وهي التي غالباً ما تكون لعبة أو تطبيق ما يحاول الولوج الى هاتفك. لا تعطِ الإذن لهذه التطبيقات بتتبّعك ومراقبتك لأنها تحتوي على “كوكيز” تلاحق الفرد ولها إمكانية بالتجسّس عبر الكاميرا والميكروفون.
تاسعاً: عدم الضغط على أي رابط Link لا تعرف مصدره
غالباً ما يحاول البعض الإيقاع بالصحفيين من خلال إرسال رابط فيديو في الظاهر يبدو “يوتيوب” في الباطن هو كناية عن برنامج مكتوب من شأنه الحصول على معلوماتك الشخصية وكلمة مرور الحساب. حذار من الوقوع في فخ هذه الفيديوهات فكل رابط أو فيديو يأتينا من شخص لا نعرفه، يفضّل عدم الضغط عليه.
عاشراً: التمنّع عن إضافة اصدقاء من دون التدقيق بهوّياتهم
بعض الناس تعمد إلى إضافتكم على مواقعكم الخاصّة، إحرصوا على سؤال شخص آخر عن الحساب قبل الإضافة. قد يظهر ذلك من خلال خانة الـfriends in common أو الأصدقاء المشتركون. قم بسؤالهم عمّا اذا كانوا يعرفون هذا الشخص قبل إضافته للتأكد من أنه ليس حساباً وهمياً أو مقرصن.
هذه أبرز الطرق للحماية ويبقى أن نشير أن الوعي الشخصي والحرص على تنزيل على الأقلّ Anti-Virus مرّة في السنة كفيل بردع هذه المحاولات.. وإن كنت تتذمّر من كلفة بعض هذه الإجراءات سواء بالوقت أو المال، إسأل نفسك: كم تبلغ قيمة معلوماتك؟ وهل مستعد للتخلّي عنها؟
المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين