سافر الصحفيان أوستن ميريل وبيتر ديكامبو في آذار/مارس 2012 إلى ساحل العاج بعد حصولهما على منحة من مركز بوليتزر لإعداد التقارير حول الأزمات، وأدركا خلال الرحلة الصحفية أنه من خلال تغطية الأخبار الحساسة فقط، فهما لا يقدمان صورة كاملة عما يشاهدانه، بل ببساطة يواصلون النمط الصحفي القديم نفسه، ولذلك رغبا في مشاركة لقطات من الحياة اليومية في ساحل العاج مع المتابعين، فقاما بإنشاء “أفريقيا يوميًا” Everyday Africa، وهو مشروع صحفي مصوّر على انستجرام، بدآ العمل فيه من خلال الصور التي حمّلها الإثنان من كاميرات الهواتف المحمولة الخاصة بهما، ثم عمدا على توسيع المشروع ليشمل عددًا من أعمال مصورين في جميع أنحاء العالم مثل أفغانستان وأستراليا وشيلي ومومباي وأميركا.
وتحدّث ميريل، وهو كاتب صحفي ومحرر يعيش في مدينة نيويورك ويعمل كمحرر في مجلة فانيتي فير ومراسلاً لأسوشيتيد برس، لشبكة الصحفيين الدوليين عن تأثير المشروع الذي أطلقه مع زميله على عمله، وقدّم بعض النصائح للصحفيين لتطبيق الدروس من “المشاريع اليومية” على تقاريرهم، موضحًا أنّ العمل الصحفي موجه نحو الأزمات أكثر من الإضاءة على الحياة اليومية، وقال: “لكنّ الحياة ليست في أزمة طوال الوقت”.
أولاً، تجاوز الأمور الواضحة: ينصح ميريل بتخطي الأمور التي تحدث دائمًا، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الأمور التي تحصل بشكل متكرر في مخيمات اللاجئين، ولذلك اقترح أن يتعمّق المراسلون أكثر عند إعدادهم عملهم، وقدم عددًا من الأسئلة:
-ما الذي يمكنني فعله للوصول إلى هذا الأمر من زاوية مختلفة والعثور على أمور غير واضحة ولكنها مهمة بنفس القدر بالنسبة للتقرير الذي أعدّه؟
-هل سمعتُ كل ما قالوه؟
– هل هناك طرق أخرى لسرد القصة؟
ثانيًا، وسّع عدسة كاميرتك: يتمنى ميريل على الصحفيين تطبيق هذه النصيحة بالذهاب أبعد مما هو واضح من أجل التصوير الفوتوغرافي. ويقول: “يعني ذلك الإلتفاف إلى اتجاه مختلف لالتقاط صورة فوتوغرافية، قد يكون بعيدًا عن الموضوع الذي تبحث عنه عادة”.
ثالثًا، تعلّم أن تستمع جيدًا: أكّد ميريل أنّ كل مشروع ألهمه للإستماع أكثر، قائلاً: “هذا لا يعني مجرد الإستماع خلال إجراء مقابلة مع شخص ما ولكن أيضًا التركيز في المشهد، أي أن تنظر حولك وتراقب كلّ ما تراه”، وأضاف: “يجب على الصحفيين القيام بذلك خلال عملية إعداد التقارير بأكملها، أثناء إعداد الموضوع والبحث عنه، أثناء التواجد على أرض الواقع، ثم بعد ذلك أثناء التفكير والكتابة والتحرير”.
رابعًا، الإستفادة من وسائل التواصل الإجتماعي: ينظر ميريل إلى وسائل التواصل الإجتماعي باعتبارها “جزءًا حيويًا من بيئة الإعلام، ومكسبًا على الرغم من بعض ردود الفعل”. وأضاف ميريل: “إنها أداة هائلة للتعلم والتي تساهم في تجربة بعض الأمور التي ربما لم نتمكن من تجربتها بسهولة في السابقً”.
خامسًا، حدّث وجهة نظرك: تتمثّل نصيحة ميريل للمراسلين في النظر إلى أي موضوع وكأنّه غريب عنه، واقترح أن يطرح الصحفيون على أنفسهم هذه الأسئلة:
– ما هي الصحف وقنوات التلفزة ومن هم الصحفيون والمصورون الذين تحدثوا عن المكان الذي تنتمي أنت إليه؟
– هل يبدو ذلك صحيحا؟
ما الذي تهمله تلك الروايات؟
– ما الذي يمكنك قوله لملء بعض الثغرات أو مكافحة بعض الصور؟
لقد دفعت الأسئلة السابقة كلاً من أوستن ميريل وبيتر ديكامبو إلى إطلاق “أفريقيا يوميًا”، حيث درسا كيف ينظر العالم إلى أفريقيا، وأدركا أنّ تلك النظرة لم تظهر الحقيقة الكاملة، وسلطا الضوء على العناصر التي أهملتها هذه الروايات، ثم قاما بإنشاء منصة لملء الفجوات ومكافحة القوالب النمطية.
سادسًا، يقول ميريل: “أعطِ وقتًا ومساحةً لكلّ ما تلاحظه حول التجارب اليومية للأشخاص داخل بلد معين، وانفتح على التغيير”، وفيما يلي تجربة على انستجرام.
سابعًا، تحمّل مسؤولية السرد: على الرغم من أن الأشخاص الذين يقابلهم الصحفيون يوميًا يمكنهم الإبلاغ عن قصص، إلا أنه لا يمكنهم إعداد التقارير. ولهذا قال ميريل إنه يتعين على المراسلين “تحمل بعض المسؤولية وإيجاد طرق لرواية القصص.
ثامنًا، استخدم الأدوات اليومية: تتمثّل الميزة الرئيسية بمشروع “أفريقيا يوميًا” بقوة سرد القصص المرئية، من دون استخدام كاميرات متطورة، لالتقاط ومشاركة الأشياء من الحياة اليومية. وأكدت العوامل الأولية للمشروع أنك لا تحتاج إلى معدات باهظة الثمن لسرد قصة.
تاسعًا، واصل التعلم: تتضمن “المشاريع اليومية” مناهج دراسية تعزز الحوار حول الصور النمطية والتصوير والتمثيل والإنتاج الصحفي ورواية القصص، وعلى الرغم من أن الدروس موجهة للشباب، إلا أنها مفيدة للصحفيين أيضًا.
عاشرًا، الممارسة: أوضح ميريل أنّ الصور لم تنتشر على مستوى العالم عن طريق توظيف صحفيين، بل تمّ ذلك من قبل الناس في جميع أنحاء العالم الذين يعيدون نشر الصور.
المصدر:شبكة الصحفيين الدوليين