مع اقتراب موعد اليوم العالمي لحرية الصحافة، أعلن الفرع السويدي لمنظمة مراسلون بلا حدود عن منحه جائزة “حرية الصحافة” للصحفية السورية لينا الشواف المديرة التنفيذية لراديو روزنا.
وقالت المنظمة في صفحتها على فيسبوك، إنّ لينا خاطرت بحياتها وأسست راديو روزنا، مشيرة إلى أن الجائزة ستمنح لها بستوكهولم، في ٣ أيار/ مايو القادم.
وتشغل “الشواف” منصب المديرة التنفيذية لمؤسسة روزنة الإعلامية، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة بدمشق، وعملت مخرجة إعلانات في التلفزيون السوري، قبل سماح الحكومة للإعلام الخاص بالعمل، فأسست الشواف مع مجموعة من الإعلاميين إذاعة “أرابيسك” الخاصة، وعملت فيها إلى أن اضطرتها ضغوط من النظام السوري إلى الانتقال للعمل في الخارج.
معهد مصداقية الصحافة أجرى حوارا مع لينا للتعرف أكثر عن عمل راديو روزنة والجائزة التي حصلت عليها لينا.
ماذا يعني لمؤسسة روزنة و لـ لينا الشواف جائزة حرية الصحافة؟
هذه الجائزة تعني لنا الاستمرار حتى أخر لحظة بالعمل الصحفي والإعلامي من أجل تحقيق حرية الصحافة والإعلام في بلدي سورية كونها أحد المطالب التي نادت بها الثورة السورية منذ أكثر من سبع سنوات.
ما هو الشيء الذي قدمه راديو روزنة للحصول على هذه الجائزة؟
الحقيقة أنّ راديو روزنة هو الآن مؤسسة روزنة للإعلام وليس راديو فقط، وما قدمه الراديو خلال خمس سنوات هو عمل شاق ومضني في مجال الإعلام وحرية الكلمة، بدأ راديو روزنة مع فريق متكامل من الصحفيين والإعلاميين السورين وقرروا أن يسيروا بخط حرية الإعلام المستقل والحر، في حين كان القتل داخل سورية من أجل كلمة حرية، وطبعاَ من الحريات حرية الإعلام والرأي، وكان من الصعوبة جداَ أنّ تكون المؤسسات الإعلامية مستقلة في هذه الفترة نتيجة للانتهاكات الكبيرة التي حصلت في سورية مما جعل العمل الصحفي فيها صعب جداَ .
ماهي المعايير التي تتبعها روزنة في تغطيتها الإخبارية
نحن نعتمد على المهنية والموضوعية وأهم شيء لدينا هو سلامة مراسلينا الذين يعملون في الميدان فسلامتهم فوق كل قصة أو حدث إخباري، كما أنه لدينا سياسة خاصة بالأمن الجسدي والرقمي لمراسلينا على الأرض في مختلف أماكن سيطرة الأطراف المتصارعة كالنظام والمعارضة وداعش والاحزاب الكردية.
كيف تتحقق روزنة من الأخبار التي تقدمها وهل لها مراسلين في كافة المناطق السورية؟
لدينا مراسلين في كافة المناطق السورية تم تدريبهم بشكل مهني وشفاف على نقل الخبر من أجل إيصال الحقيقة، كان لدينا 60 مراسل من خمس سنوات والآن لدينا 40 مراسل يعملون في مختلف المناطق السورية.
حاليا عدد العاملين في روزنة يقل بسبب سيطرة النظام على العديد من المناطق، والعمل ضمن هذه المناطق يعرض المراسلين للخطر والملاحقة الأمنية من قبل النظام السوري مما يصعب الحصول على المعلومات والتركيز عليها في التغطيات الاخبارية.
أين تبث روزنة برامجها وهل تستهدف السورين كافة؟
أصعب شيء هو أنّ تعمل في مجال الإعلام من خارج أرضك وبلدك، وتزداد الصعوبة بسبب توزع السوريين وتشتتهم داخل سورية وخارجها، جمهورنا الأكبر في تركيا لدينا قرابة 7 ملايين زائر إلى موقعنا سنويا 2.5 مليون من تركيا وحدها، نحن نحاول أنّ نستهدف جميع السّوريين عبر برامجنا التي تتناول القضايا التي تخص السوريين كالاندماج والصّحة والقانون والهجرة… أي جميع المجالات الخدمية التي تهم السوريين واحتياجاتهم في بلاد اللجوء و داخل سورية.
ماهي التحديات والصعوبات التي تواجه روزنة اليوم؟
إنّ انتشار السوريين بكافة المناطق حول العالم هو تحدي لنا لأنّ هناك جزء كبير من راديو روزنة يبث على موجة FM وهي موجة محلية، كما أنّ الاستمرار بأنّ تكون روزنة مستقلة هو تحدي كبير لأننا سوف نتعرض إلى الكثير من الانتقاضات من أطراف لا تؤمن بالاستقلالية.
ايضاَ هناك التمويل الأجنبي أو العالمي اليوم هو ضعيف وقليل جداَ ليس كالفترات السابقة وهذا ما يشكل تحدي لنا وللمؤسسات الإعلامية الاخرى أيضاّ بالاستدامة والاستمرارية، ولكن تحاول روزنة أنّ تشق طريقها وتحقق الاستدامة لنفسها.
كيف تقيم لينا الشواف وضع الصّحافة السّورية اليوم بعد 7 سنوات؟ وبماذا تنصح المؤسسات الاعلامية والصحفيين؟
قبل الثورة السّورية لم يكن هناك صحافة سورية مستقلة حرة كان هناك إعلام موجه، بعد الثورة السّورية وفي البداية كانت المؤسسات الإعلامية متشرذمة ومتنافسة مع بعضها البعض وهذا لم يكن جيداَ بالنسبة للتمويل والموضوعية والاستقلالية، أما حالياَ فالمؤسسات الإعلامية أكثر وعياَ من قبل وعلى علم أكثر بأهمية الأمن الصحفي والمهنية والموضوعية.
أنصح أنّ نعمل سويةَ بشكل أكثر كمؤسسات إعلامية وصحفيين، ونشكل بذلك رأي عام أكبر ونصبح ضاغطين أكثر على المجتمع الدولي ومؤثرين بشكل فعال على المجتمع السوري.
واتمنى للصحافة السورية أنّ تستطيع العمل على أرضها وداخل وطنها بكل حرية واستقلالية.
أجرى الحوار: مظهر البوشي
مصدر الصورة Ivar Andersen في صحيفةGlobal Arbetet السويدية، واستعملت الصورة بعد الحصول على ترخيص مكتوب من المصور.
Photo credit to Ivar Andersen at Arbetet Global