أحمد سلوم
لطالما كانت الكلمة الحرة هي الوحيدة التي كانت وما زالت تغيظ الأنظمة الإستبدادية وإيمانا بأن الصحافة التي تجمع بين الكلمة والصورة معا هي السلاح الأنجع لإيصال الصوت للعالم.
إيمانا منه بأن الصورة ستصل لكل العالم فاز الناشط الإعلامي السوري (عمر حاج قدور) بجائزة فارين الفرنسية للصحافة عن تقرير مصور حمل عنوان “كرة القدم متنفس لشبان بترت أطرافهم جراء الحرب في شمال غربي سوريا”.
قال “قدور” لمعهد مصداقية الصحافة لقد قمت بتغطية جميع الأحداث منذ بداية الثورة السورية, (عسكرية وميدانية وإجتماعية) إلا أنني وصلت لاستنتاج بسيط الكل يعلمه أننا إذا أردنا إيصال رسالتنا لكل العالم فما علينا إلا التركيزعلى الجانب الاجتماعي و الإنساني على وجه الخصوص لأنه المفتاح لإعلام الغرب بأننا شعب يعرف كيف يعيش ولإيصال ما نعانيه من قهر للعالم.
أمل وتفاؤل
ذكر “قدور”حول اختياره لفكرة الفيلم القصير أنني أختار القصص التي تعطي أملا وتفاؤلا بالحياة، لذلك اخترت قصة الشبان الذين بترت أطرافهم جراء الحرب، والذين عرض عليهم الكابتن والمعالج الفيزيائي “محمد شيخ الحدادين” تشكيل فريق كرة قدم.
وقد أردت من تصوير فكرة الفيلم إيصال رسالة بأن ” الإعاقة هي إعاقة الفكر وليس الجسد” و أن “إعاقة هؤلاء الشبان لن تؤثر على استمرارهم بالحياة”، موضحا أنها موجهة للداخل أكثر منها للخارج ليدرك أن الذين خسروا أحباءهم وبيوتهم وأصيبوا فإن الحياة لن تقف عند ذلك بل ستبقى مستمرة رغم كل المآسي والصعوبات.
واستطاع “قدور” من خلال هذا الفيلم القصير تحقيق هدفه وإيصال رسالته للخارج من خلال هذه القصة التي فازت من بين 30 موضوعا في المسابقة، والتي بحسب لجنة التحكيم كان من الصعوبة تحديد الفائز فيها.
تصوير الفيلم
يضيف قدور أنني قمت بتصوير الفيلم بشكل متكامل من فيديو وصور ونص أيضا وبحكم عملي في وكالة عالمية نال الموضوع رواجا كبيرا ولم أكتفي بتصوير اللاعبين في الملعب أو أثناء تدريبهم فقط بل صورت أحد أعضاء الفريق في بيته وكيف يقوم بممارسة حياته وهو بهذا الحال.
والشيء الوحيد الذي واجهني أثناء تصويري هو حالة من الحزن جراء استشهاد أحد أعضاء الفريق وهو في عمله جراء انفجار سيارة مفخخة بالقرب من بسطته في ساحة الساعة التي كان يسترزق منها.
معوقات العمل الإعلامي
إن أهم العقبات التي تقف بوجه من يعمل بحقل الإعلام وفقا لما ذكره “قدور” الخوف من الإعتقال والصعوبة من ناحية الخطورة التي قد يتعرض لها الشخص أثناء قيامه بتغطية الاحداث وخاصة بعد نشوء بعض الجهات التي لا تتقبل النقد ولا الرأي الأخر فالقيام بنشر بعض الصور الناقدة كانت تسبب الكارثة للناشطين.
ويضيف “قدور” أن عمليات الاغتيالات والسرقة والقتل والاختطاف كانت تسبب لنا الخوف أحيانا اثناء تأدية عملنا.
لمحة عن حياة “قدور
عمر حاج قدور من مدينة بنش درس في المعهد التجاري المصرفي وتخرج منه سنة 2007 ليلتحق بعدها بكلية إدارة الأعمال في جامعة تشرين وبعد انطلاق الثورة توقف عن الدراسة بسبب الظروف والأوضاع.
يبلغ من العمر 31 سنة متزوج ولديه طفلة اسمها “ليان” يحلم بأن تعيش ابنته وكل أبناء سوريا في وطن ينعم بالحرية والأمان.
عمل “قدور” بمجال التصوير من قبل بداية الثورة وحين قام أحد أصدقائه بإنشاء موقع إعلامي خاص بمدينة بنش اعتمده كمصور للموقع.
في منتصف الـ 2012 تقريبا باشر عمله من خلال انضمامه لشباب تنسيقية بنش بشكل تطوعي وكانوا يقومون بتغطية الأحداث بشكل عام وقد عمل بعض الأعمال لبعض المواقع الإعلامية في سنة 2014 ولكن بشكل متفرق وفي منتصف عام 2015 باشر عمله مع وكالة الأنباء الفرنسية كفري لانس وبعدها تم اعتماده كمراسل لهم وأصبح يقوم بتغطية مواضيع متكاملة كصور وفيديو.
وينصح “قدور” زملائه أن يقوموا بالتركيز على الجوانب الإنسانية لأنها مفتاح شعوب العالم ويجب أيضا أن نسعى دائما لتطوير أنفسنا من خلال تطوير معداتنا ومواكبة أهم التطورات في مجال الإعلام عموما والتصوير خصوصا كي نصبح قادرين على مواكبة الأكاديميين.
الصور مأخوذة من صفحة الفيس بوك الخاصة بـ(عمر حاج قدور)