أحمد سلوم
يعتبر الإعلام الاقتصادي فرع من فروع الإعلام الذي يمّكن الصحفي المختص به بنقل وتحليل وتفسير التغيرات الاقتصادية التي تحدث في المجتمع وتشمل الأفراد والأماكن والقضايا المتصلة بالاقتصاد, وفي إطار إبراز أهمية الصحافة الاقتصادية فى تحقيق دور فعال في دعم عملية التنمية الشاملة أجرى معهد مصداقية الصحافة حوارا صحفيا مع مؤلفة كتاب (الاقتصاد والصحفي وكل ما يهمه من معلومات) الصحفية إيفلين صلاح المصطفى.
ما السبب الذي دفعك لتأليف كتاب في الصحافة الاقتصادية بشكل خاص؟
جاءت فكرة الكتاب أثناء بحثي كصحفية عن كتاب يعنى بالصحافة الاقتصادية، لأتعلم منه كيف يمكن لصحفي غير مختص بالاقتصاد أن يكتب مقالات صحفية مختصة بالاقتصاد، حينها لم أجد مرجعاً يساعدني بهذا المجال، وبدأت يتوجيه السؤال لمساعدتي بهذا المجال للمختصين بهذا الشأن والتقيت بالدكتور “نادر الشيخ الغنيمي” وهو محلل اقتصادي لديه مقالات عديدة في مجلة الاقتصادي حينها طرحت عليه مشكلتي وعدم معرفتي بالشأن الاقتصادي ، استغرب اعترافي بما ينقصني وترددي للكتابة بهذا المجال دون معرفة عميقة عن علم الاقتصاد باعتبار أن بعض الصحفيين يكتفون بطرح الأسئلة وتحرير المقال تبعا لأجوبة المتحدث سواء كان خبير اقتصادي أو مسؤول حكومي، وكنت رافضة بشدة لأن أقوم بهذا العمل لأن هدفي كان أن أتعلم مبادئ الاقتصاد وأكون قاعدة معرفية ومن ثم يمكن أن أبدأ بكتابة ونشر أخبار ومقالات بشأن لدي كم من المعلومات عنه، وتحولت الإجابة عن سؤالي للدكتور “نادر الشيخ الغنيمي” إلى فرصة للتعلم واستغرق الجواب على سؤالي عن مرجع يعلمني الاقتصاد مدة عامين ونصف العام كنت حينها أتعلم المبادئ والمفاهيم الاقتصادية من عدة كتب ومقالات ومواقع بحثية باشراف الدكتور “نادر” .
بعدها قررت أن أنقل تجربتي للمهتمين بهذا الشأن سواء كانوا صحفيين أو أفراد عاديين وقمت بصياغة هذه المفاهيم وطرحها بشكل مبسط يمّكن القارئ العادي من التعرف على كيفية عمل الاقتصاد وكذلك الأمر بالنسبة للصحفي يمكنه من معرفة أهمية القرار الاقتصادي على حركة الأسواق والأسهم والحياة المعيشية للناس.
على ماذا اعتمدتي في تأليفك للكتاب وما هي المراجع التي استعنتي بها؟
اعتمدت على الكتب والأبحاث باللغة الإنكليزية، باعتبارها مصدر المعلومات للعالم، خاصة المتعلقة بالمفاهيم الأساسية والرئيسية للاقتصاد والمدارس الاقتصادية التي تم التعرف عليها من قبل علماء الاقتصاد أمثال آدم سميث، جون ماينرد كينز، ميلتون فريدمان وغيرهم كثر .
هل الكتاب يساعد الصحفي الناشئ على تعلم الصحافة الاقتصادية؟
الكتاب هو بداية للصحفي الناشئ الذي يرغب بالكتابة بالشأن الاقتصادي، مفتاح أولي يدخله عالم الاقتصاد ويمنحه فكرة عن علم الاقتصاد ومفاهيمه الأساسية، ويتطلب بعدها أن يكمل الصحفي المختص بالقراءة والبحث عن هذه المواضيع بشكل أوسع حسب درجة اهتمامه، لكنه كاف لمن يرغب فقط بالاطلاع على الاقتصاد والتعرف على مفردات ومصطلحات النشرات الاقتصادية من تضخم وأسهم وسندات وأسعار الفوائد وأسعار صرف العملات… الخ
لمحة عن الكتاب؟
الكتاب ليس بالحجم الضخم ويمكن اعتباره جرعة كافية من مبادئ علم الاقتصاد، والفصل الأول فلسفي نوعاً ما ويبحث في تعريف علم الاقتصاد وتعريف بعض المبادئ كإمكانات الإنتاج والمرونة والتطرق لأشهر النظم الاقتصادية كالموجه واقتصاد السوق والمختلط.
الفصل الثاني يبحث في أحد فروع علم الاقتصاد الرئيسة وهو الاقتصاد الكلي ويستعرض المدارس الفكرية في هذا العلم كالكلاسيكية والكينزية وما رافقها من تحديثات وتطورات بالآراء كما ويشرح المفاهيم الأساسية في هذا العلم كالبطالة والدورات الاقتصادية والتضخم، وفي القسم الثاني من الفصل الثاني ينتقل للحديث عن الاقتصاد الجزئي وهو الفرع الرئيسي الثاني من علم الاقتصاد ونتعرف على نظرية المنفعة والعرض والطلب كأهم مكونات الاقتصاد الجزئي, إلى هنا كان نظري أساسي فكري.
في الفصل الثالث ينتقل الكتاب للبحث في أمور مالية أحدث وكان مخصصاً لسندات الدين والتعريف بها وتمييزها عن الأسهم ثم يشرح الأسهم وأساسياتها وكيف يتم تداولها ولماذا تتغير أسعارها.
الفصل الرابع يتابع بحثه في الأمور المالية ليتعرض إلى مفهوم المال من حيث كيف يتم قياسه وخلقه والتعرف على النظرية الكمية للمال و تأثير أسعار الفائدة على المال وأنظمة الدفع ويختم الكتاب بنظرة على الاقتصاد الأمريكي و انهيار الدولار.
الكتاب وإن حمل في عنوانه كلمة ” الصحفي ” إلا أنه اقتصادي بحت والمقصود منه أن يساعد الصحفي على فهم هذه الأساسيات ليكون على نفس سوية الاقتصادي الذي درسها وتخصص فيها
بماذا تنصحين الصحفيين الناشئين لكي يطورو من مهاراتهم الصحفية؟
قبل الخوض بغمار الكتابة ونشر الأخبار والمقالات بأي جانب سواء سياسي أو ثقافي أو اقتصادي أو عسكري يجب أن يؤسس الصحفي قاعدة معلومات عن المجال الذي يرغب بالتخصص به لأن الكتابة بمفهوم المتعلم والعارف تمنح الصحفي ميزة عن غيره من الصحفيين الذين يستسهلون العمل الصحفي باتباع آلية النسخ واللصق وإعادة التحرير وتكرار ما جاءت به الوكالات أو تصريحات المسؤولين دون معرفة.
والنصيحة الأهم هي القراءة ثم القراءة لأنها رافد مهم للصحفي الناجح وأن تكون مهنة الصحافة هي شغف الصحفي وليست مجرد وظيفة ينتظر الأجر المادي نهاية الشهر، والاعتراف بعدم المعرفة دون الشعور بالنقص، ودون الادعاء بمعرفة شيء تجنبا للإحراج، خاصة وان المجتمع ينظر للصحفي بكونه العارف بكل شيء وهذه النظرة تدفع بالصحفيين الناشئين للخجل من الاعتراف بنقص معلوماتهم مما يجعلهم يخسرون فرصة التعلم والمعرفة.
لتحميل الكتاب إضغط هنا: