يبدو أنّ التغريد هو الطريقة الجديدة لإدارة السياسة، لذلك بات من المهم معرفة ما يقوله السياسيون على موقع “تويتر”.
ويطرح المسؤولون المنتخبون في الغالب أفكارهم على وسائل التواصل الإجتماعي للحصول على ردود الفعل، أي كنوع من الإستطلاع المركّز، أو أنهم يستخدمون قدرتهم على الوصول للمتابعين من أجل التأثير على النقاش السياسي.
وعلى الرغم من أنّ “تويتر” يعدّ منصة أصغر بكثير من فايسبوك، فقد استحصل “تويتر” على موقع قوي في السياسة على مدى السنوات العشر الماضية، مغيّرًا طريقة تواصل السياسيين مع الناس، ومع الإعلام وفيما بينهم. ولدى فايسبوك أكثر من ملياري مستخدم بينما لدى “تويتر” 320 مليون مستخدم.
وليس سرًا أن رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب غالبًا ما يستخدم تويتر لطرح أجندته السياسية، ومع أنّه من أبرز السياسيين الذين يقومون باستخدام “تويتر”، إلا أنّه ليس الوحيد، فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس البرازيلي جاييربولسونارو تعيين وزير للتعليم عبر تغريدة على “تويتر” قبل توليه المنصب.
كذلك فقد أصبح “تويتر” وسيلة للسياسيين للرد على الإنتقادات، فقد استخدمت مندوبة الولايات المتحدة ألكسندرا أوكازيو كورتيز تويتر لنشر طروحات سياستها والتأكيد على سياساتها ومواقفها، كما للرد على الإنتقادات.
ويُستخدم تويتر بشكل أساسي من قبل السياسيين للتأثير على أشخاص مؤثرين آخرين.
وفي هذا السياق قال جون بارميلي، مؤلف كتاب “السياسة وثورة تويتر” لصحيفة الغارديان في عام 2016 “إنه عالم صغير جدًا من الناس، لكنهم قادرون على تحريك أجندة من خلاله”.
ونظرًا للأهمية التي اكتسبها تويتر في السياسة، من المهم ما ينشره السياسيون المنتخبون على الموقع، والحفاظ على سجل مفصل وقابل للبحث للمنشورات. ولهذا طوّرت المؤسسة البرازيلية لتقصي الحقائق Aos Fatos بالمشاركة مع المركز الدولي للصحفيين برنامجًا آليًا لمراقبة حساب بولسونارو على تويتر.
وتمكنّا عبر استخدام مجموعة من الأدوات مثل Workbench وGoogle Sheets، من بناء قاعدة بيانات باللغتين البرتغالية والإنجليزية، تضم أكثر من 5000 تغريدة وضعت من قبل بولسونارو ويعود تاريخها إلى عام 2010، وتم إلغاء التغريدات الأقدم بواسطة وكالة البيانات Novelo. وتسمح قاعدة البيانات للناس بالبحث بسهولة في تغريدات الرئيس البرازيلي، والاحتفاظ بسجل تاريخي للمنشورات التي قام بها مع مرور الوقت.
ومن خلال هذه المبادرة، التي تعد جزءًا من برنامج TruthBuzz في المركز الدولي للصحفيين، نقوم بإنشاء وسيلة للناس للوصول إلى المعلومات بأنفسهم، من دون الحاجة إلى صحفي للعمل كوسيط. وهذا أمر مهم لأنه عندما يُسأل Aos Fatos أو شركات الإعلام الأخرى عن مصدر محتواها وسياقه، وهو حساب بولسونارو على تويتر ، فمن السهل البحث عن أدلة، حتى في التقارير القديمة.
وتحتفظ أداة Aos Fatos بسجل لتغريدات بولسونارو، حتى وإن تم حذفها. ويلقي هذا الأمر الضوء على تفكير الرئيس حاليًا وسابقًا ويعطي شفافية لمواقفه، خصوصًا فيما يخص التغريدات التي تنشر خلال فترة رئاسته، ما يحمله مسؤولية التصريحات التي يدلي بها.
وتعتمد الأداة على API Workbench لمراقبة البيانات من تويتر، وأبلغ فريق “Workbench “، Aos Fatosأنها ستفرض في “قواعد تويتر” حذف التغريدات إذا تم حذفها من تويتر وطلب مالك الحساب القيام بذلك. ومع ذلك، فإننا نحتفظ بنسخ احتياطية منتظمة من البيانات لمنع محو التغريدات.
ويتماشى هذا بشكل جيد مع المشاريع الأخرى في الولايات المتحدة ودول أخرى للحفاظ على السجلات التاريخية التي ينتجها المسؤولون المنتخبون. وأحد أكثر الأمثلة المعروفة هو Politwoops، وهو مشروع يتتبع التغريدات المحذوفة من قبل المرشحين والمسؤولين المنتخبين، مع فروع في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا.
يمكنك أنت وغرفة الأخبار الخاصة بك أيضًا إنشاء أداة مشابهة لتتبع التغريدات من السياسيين أو القادة البارزين الآخرين بسهولة. اطلع على البرنامج التعليمي الذي أعدّه المركز الدولي للصحفيين حول العملية.
المصدر: شبكة الصحفيين الدوليين