أن تكون صحفيا في بلد تعتبر فيها الصحافة تهمة تُلحق الأذى بك وتعرضك للملاحقة الأمنية أو للموت والسجن كما جاء في تقرير مراسلون بلا حدود عن أكثر البلدان دموية بحق الإعلاميين.
فقد وصف التقرير الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2018 أن أفغانستان وقع فيها ما لا يقل عن 15 قتيلاً، تليها كل من سوريا (11) والمكسيك (9) .
وعلى نحو لافت للانتباه، شهد هذا العام انضمام الولايات المتحدة إلى قائمة البلدان الأكثر فتكاً بحياة الصحفيين في العالم، وذلك على خلفية الهجوم الدموي الذي استهدف جريدة “كابيتال غازيت”.
ولا يزال العديد من الصحفيين السوريين والأجانب مجهولي المصير بين معتقلين ومختطفين، وقُتل كثير منهم قبل ذلك أثناء تغطيتهم للأحداث, على الرغم من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وتراجعه في سوريا، لم تظهر معلومات كثيرة عن مصير هؤلاء الرهائن، باستثناء الياباني جمبي ياسودا الذي استعاد حريته بعد ما يزيد عن ثلاث سنوات من الأسر في سوريا.
انتهاكات واغتيالات بحق الإعلاميين
“إن حضارة الإنسان و تاريخه و مستقبله ..رهن كلمة صدق و صحيفة صدق و شعار صدق.. فبالحق نعيش، و ليس بالخبز وحده أبدا” هذا ما قاله الكاتب المصري (مصطفى محمود) أي أن الكلمة الحرة هي التي تعيننا على الحياة إلا أن الكلمة الحرة باتت تهمة في ظل نظام الأسد وكذلك بالنسبة لبعض الفصائل التي تشارك النظام في قمع الإعلاميين مثل ما حدث منذ أشهر قليلة مع (رائد الفارس وزميله حمود جنيد) اللذان تعرضا لعملية اغتيال أودت بحياتهما.
ولا ننسى أبدا فرار غالبية الصحفيين السوريين من بلادهما خوفا من الملاحقة الأمنية جراء رفضهما مشاركة نظام الأسد في العملية الإعلامية التضليلية, وإدراج غالبية الصحفيين والعاملين بالحقل الإعلامي في قائمة الإرهابين والمطلوبين للنظام في سوريا, وكل ذلك لأنهم قالوا كلمة صدق.
وقال كريستوف ديلوار أمين عام منظمة مراسلون بلاد حدود في التقرير الصادر عن المنظمة أن أعمال العنف ضد الصحفيين بلغت مستويات غير مسبوقة هذا العام وأن كل المؤشرات “تدق ناقوس الخطر” مؤكدا أن “هذه الكراهية المُعلَنة ضد الصحفيين، سواء من قادة سياسيين أو زعماء دينيين أو رجال أعمال عديمي الضمير، لها عواقب وخيمة على أرض الواقع، حيث تنجم عنها زيادة مقلقة في وتيرة الانتهاكات ضد الصحفيين”.
وأوضح ديلوار أن “مشاعر الحقد ضد الصحفيين تتضاعف بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، التي تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الصدد، مما يُضفي شرعية على هذا العنف، بينما يقوض الصحافة ومعها الديمقراطية يوماً بعد يوم”.
للإطلاع على التقرير الصادر عن مراسلون بلا حدود إضغط هنا