تضم شبكة النشطاء أشخاصًا مثل فانيسا بيليVanessa Beeley التي لديها أكثر من 30000 متابع على تويتر وتكتب للموقع الأخباري Media Bias / Fact Check المسمى “موقع المؤامرة والتخمين” الذي يحمل “تحيزًا يمينًا متطرفًا”.
بيلي تتحدث لمجموعات الهامش وتظهر في وسائل الإعلام بما في ذلك قناة RT الروسية المملوكة للدولة.
لكن فيما يخص المحادثات عبر الإنترنت حول سوريا، فإن هناك نشطاء أكثر نفوذاً، لا يعرف الكثير عنهم.
فمثلا لدى سارة عبد الله (sahouraxo on Twitter@) لديها أكثر من 125،000 متابع ، من بينهم أكثر من 250 صحفياً من وسائل الإعلام الرئيسية. ويقارن عدد أتباعها ببي بي سي الصحفيين الذين يقدمون تقارير منتظمة عن سوريا، مثل جيريمي بوين Jeremy Bowen ، مراسل بي بي سي للشرق الأوسط (167،000) ومراسل بي بي سي إنترناشنال ليس دوسيت (142،000).
وبالإضافة إلى صورها ، فإن سارة عبد الله تغرد بشكل برسائل مؤيدة لروسيا ومؤيدة للأسد ، مع إعادة تغريدات بين حين وآخر تستهدف في الغالب مهاجمة باراك أوباما ، وغيره من الديمقراطيين الأمريكيين والمملكة العربية السعودية.
في ملفها على تويتر ، وصفت نفسها بأنها “معلقة جيوسياسية لبنانية مستقلة” ، لكنها لا تكاد تمتلك أي حضور عبر الإنترنت أو تنشر قصصاً أو تكتب بعيداً عن منصات وسائل الإعلام الاجتماعية. والمدونة الشخصية المرتبطة بحسابها ليس فيها أية مشاركات. فعلى الرغم من اقتباس تغريداتها من قبل وسائل إعلام رئيسية ، لكن عند البحث في أخبار Google نجد بأنها لم تكتب أي مقالات باللغة الإنجليزية أو العربية, ورفضت المداخلات عدة مرات عندما حاولت BBC Trending طلب ذلك، ولم تستجب لطلبات محددة للتعليق على هذه القصة بشكل خاص.
الخوذ البيضاء
إن حساب سارة عبد الله ، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة الأبحاث غرافيكا Graphika على الإنترنت، هي واحدة من أكثر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي تأثيراً في المحادثة عبر الإنترنت حول سوريا، وعلى وجه التحديد في دفع التضليل بشأن هجوم الأسلحة الكيميائية لعام 2017 والدفاع المدني السوري ، التي يعرف عمال الإنقاذ بها على نطاق واسع باسم “الخوذات البيضاء”.
تعمل الخوذ البيضاء في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. لقد كانوا أحد المصادر التي تنقل عنها وسائل الإعلام الغربية، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية BBC، عن الهجمات الكيماوية المزعومة في سوريا, فيما يتعلق بالحادث في دوما، لم تتمكن البي بي سي بشكل مستقل من التحقق من التقارير.
ويقول جون كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة جرافيكا، إن تحليل شركته أظهر أنماطًا مميزة، وقال لبي بي سي: “عندما تنظر إلى حملات التضليل هذه، فإن الكثير من الشخصيات نفسها تظهر في كل جهة”.
تم تكليف Graphika بإعداد تقرير عن المحادثات على الإنترنت من قبل الحملة السورية ، وهي منظمة مناصرة مقرها المملكة المتحدة تقوم بحملات من أجل مستقبل ديمقراطي لسوريا وتدعم الخوذ البيضاء. وكانت الخوذ البيضاء مثار اهتمام من خلال فيلمين وثائقيين رشحا لجائزة أوسكار، كما ترشيح المنظمة للحصول على جائزة نوبل للسلام.
وجدت Graphika عشرين مليون رسالة حول الخوذ البيضاء، انقسمت بين التغريدات الداعمة والمعارضة من بين المعارضين، يقول كيلي ، إن سارة عبد الله “هي الأكثر تأثيراً” ، تليها فانيسا بيلي.
ووجدت الشركة أن حساب سارة عبد الله متابع بالأساس في الأساس من قبل عدد من مجموعات المصالح المختلفة: مؤيدون للقضايا المؤيدة للفلسطينيين ، والروس وحلفاء للروس ، والقوميون البيض ، وأنصار اليمين المتطرف من الأمريكيين المحافظين المؤيدين لترامب، والجماعات اليمينية المتطرفة في أوربا، ومنظري المؤامرة.
هذه المجموعات كانت لها دور فعال في صنع هاشتاج SyriaHoax# بعد الهجوم بالأسلحة الكيميائية في بلدة خان شيخون التي يسيطر عليها المتمردون في أبريل/ نيسان 2017.
أصبح هذا الهاشتاج ، الذي أطلقته سارة عبد الله والنشطاء المحافظون الأمريكيون ذوو النفوذ، رائج عالمياً على تويتر. حيث زعم كثيرون من هؤلاء الذين قاموا بالتغريد أن الهجوم بالأسلحة الكيميائية مزيف أو خدعة.
وأشار بيلي إلى أن هجوم 2017 “تعرض للفضح من قبل عدد من المحللين والخبراء المحترمين”، وزعمت “سارة” أن الأدلة “تشير إلى أن الخوذ البيضاء هم أدوات الدعاية” وسألت سارة عبر البريد الإلكتروني بي بي سي: “لماذا لم تقم بي بي سي بإجراء تحقيق حول الخوذ البيضاء؟”
وقال خبراء من بعثة مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في أكتوبر / تشرين الأول 2017 إنهم على ثقة من أن طائرة تابعة لسلاح الجو السوري أسقطت ذخائر تحتوي غاز السارين على خان شيخون، نافية بذلك تصريحات روسية بأن الطائرة أطلقت ذخيرة تقليدية على مستودع للأسلحة الكيميائية تابع للمعارضين.
إغراق
إن الصعوبة في تقديم التقارير ميدانية من داخل سوريا قد فتحت فجوة في المعلومات تم ملؤها جزئياً من قبل مصادر متحزبة، وفقاً “لسكوت لوكاس” Scott Lucas ، أستاذ السياسة الدولية في جامعة برمنغهام ومحرر موقع الأخبار والتحليل EA Worldview .
يقول لوكاس: “لا شيء منها صحافة ، ولا يعتمد أي منها على تقارير مستقلة قوية”، ويضيف “من الصواب تماما أن نشكك في كل الروايات، بما في ذلك الروايات الرسمية عما يحدث”، “المفتاح هو أنك لا تبدأ بالروايات فعليًا، تبدأ بالحقائق وتؤسس بناءا عليها ما قد لا يكون صحيحًا وما قد يكون تضليلا.
ويقول: “الخطر الذي نواجهه هو أن المعلومات غير الدقيقة يتم تناولها الآن من قبل مؤسسات راسخة -أو ما نعتقد بأنها كذلك- ومنافذ إعلامية أكثر موثوقية”.
الهجوم الكيميائي السوري: ماذا نعرف
وعلى الرغم من أن حسابات أتباع النشطاء تواصل نموها، فهناك مؤشر واحد على أن تأثيرهم على الإنترنت قد يكون في انخفاض مقارنة بالعام الماضي، ففي الساعات التي أعقبت الهجوم المزعوم في دوما، كان مصطلح “سوريا” من أكثر المصطلحات رواجا على تويتر، لكن الرسائل التي كتبها نشطاء مؤيدون للأسد أغرقتها تقارير من مجموعة من وسائل إعلامية واسعة.
استخدام الهاشتاج #SyriaHoax استعمل حوالي 17000 مرة في الأسبوع (مقارنة بأكثر من 280،000 مرة في أبريل/نيسان2017)، وفشل معظمها في إنشاء قوائم تويتر لأهم الهاشتاغات الرائجة.
ترجمة أحمد سلوم معهد مصداقية الصحافة عن موقع
بي بي سي