انتهت المسابقة التي أعدها معهد مصداقية الصحافة للتصوير عبر الهاتف يوم الخميس بفوز ثلاثة شبان سوريين من مناطق مختلفة من البلاد.
وقال يحيى عباس صاحب الصورة الفائزة بالمركز الأول، إن الصورة التي عنونها بـ”على أبواب الأمل” تحكي حالة أكتر من 50 ألف طفل يعيشون بدون تعليم في مخيمات الشمال السوري، مضيفا أن الصورة هي لطفلتين تعيشان في مخيم وهما متسربتان عن المدرسة بسبب الفقر.
ونالت الصورة 999 إعجابا من قبل المصوتين على صفحة معهد مصداقية الصحافة على الانترنت مع نهاية يوم الخميس ١ آذار الجاري.
الحرب والطفولة
من جانبه قال محمد أبو لؤي الذي حصلت صورته “الحرب والطفولة” على المركز الثاني بحصولها على ٨٧٧ إعجابا، إن صورته تعكس مدى تأثير الحرب على الأطفال الذين باتوا يلعبون ما يشاهدونه على وسائل الإعلام، وهو مشهد تمثيلي لما يقوم به أصحاب القبعات البيضاء من إنقاذٍ للجرحى، موضحاً أن الصورة التقطت في مدينة حمص السورية.
وأضاف أنه “مهتم كثيرا” بالتصوير، وأنه حضر عدة دروس عبر الانترنت، لتعلم التقاط الصور الصحفية.
وقال إيهاب بكور التي حلت صورته بالمركز الثالث، إن الصورة التي التقطت في مخيم للنازحين شمال سوريا، تعكس كذلك حالة اللجوء وهي “نظرة طفل سوري” لآخرين داخل المخيم.
وجاء فوز الصور الثلاث بعد اختيار لجنة من المصورين لعشرة صور عرضت على الجمهور للتصويت عليها.
وفي حين أن اللجنة والمنظمة لم يشترطان موضوعات محددة للمسابقة، إلا أن الجمهور صوت أكثر على الصور التي تحتوي مواضيعها الطفولة وتعكس حالة اللجوء.
وقال محمد زيد مستو مدير معهد مصداقية الصحافة، إن المنظمة شجعت السوريين بمختلف مناطقهم على المشاركة بالمسابقة واختيار صور تعكس الحالة الإنسانية بعيدا عن الفوارق السياسية والأيديولجية.
وأضاف أن الهدف منها هو تشجيع السوريين على إدراك ما حولهم بطريقة فنية، والتعبير عن لحظات الفرح والحزن والألم بطرق تبعث على الأمل.
وأوضح زيد أن المسابقة ركزت على المصداقية في استخدام الصورة بالاعتماد “على برنامج تروبيك لتحديد موقع واختيار الصورة للتأكد من مصداقيتها”. وهو برنامج للهواتف المحمولة حاصل على براءة اختراع في الولايات المتحدة، وهو الوحيد المعترف به في العالم الذي يقوم بالمصادقة على أن الصور أو الفيديوهات المأخوذة عبره لم يتم التلاعب بها أو التعديل عليها بأي شكل من الأشكال.
وفي السياق ذاته، عبر عضو لجنة التحكيم سعد فنصة، وهو مصور فوتوغرافي ومحاضر سابق في مادة التصوير بمعهد الآثار والمتاحف بسوريا، عن اعتقاده بأن هذه “المسابقة البسيطة قد حققت أهم الأهداف التي تقرر منها، وكان الأول لفت الأنظار إلى مأساة الطفولة السورية (دون دماء أو مشاهد عنف)، كما ساهمت في إحياء ثقافة فن التصوير بين الشباب، “الذين نقدر لهم ظروف المعاناة الصعبة داخل الأراضي السورية وخارجها في المخيمات” على حد تعبيره.
وقال عضو لجنة التحكيم خلدون البطل إن “المسابقة التي طرحها معهد مصداقية الصحافة تتميز أولاً باستخدامها وتقيدها ببرنامج تحديد موقع وزمن ومعلومات الصورة وهو أمر جدير بالدمج ما بين المعلوماتية والصورة الرقمية لأجل غرض المصداقية. وثانياً الحيادية بطرح المواضيع واستقبالها وتقييمها بالتعاون مع أصدقاء مختصين ولم تكن حكراً على القائمين بتأسيس المعهد فقط عليه رأيت أن المشاركة بالغالبية من داخل سورية وبأماكن تواجد صعبة الوصول إليها والذي يسمح بإيصال حالة الأوضاع الإنسانية والاجتماعية لتلك المناطق ودعم المشاركين بجائزة مادية للاستمرار بالتصوير الصحفي ومن ثم التوثيق
والجائزة الأولى قدرها ٤٠٠ دولار أميركي والجائزة الثانية: ٢٥٠ دولار أميركي والجائزة الثالثة: ١٥٠ دولار أميركي.
ومعهد مصداقية الصحافة هو منظمة غير ربحية أسست في واشنطن وتعمل داخل الأراضي السورية وفي دول الجوار وهي معنية بتنمية الإعلام السوري.