لديك جهاز هاتف أو لوح ذكي، يحتوي على كاميرا بميكروفون، واتصال انترنت نحو جميع مواقع التفاعل الاجتماعي… إذن فأنت إعلامي حر!
لم يعد الإعلام اليوم حكرا على نخبة متحكمة بالخبر، أو قادة إعلاميين يوجهونه حسب تطلعاتهم وأهدافهم كما يشاؤون، بل أصبح الإعلام الجديد أو البديل مصطلحا متعارفا عليه لحرية لامتناهية لإيصال الخبر من أي مكان على سطح الكرة الأرضية نحو العالم أجمع وفي وقت فوري قياسي غير مسبوق.
لقد أضحى الإعلام اليوم حرا بلا قيود، متبادلا من الجمهور إلى الجمهور، تفاعليا بين المرسل والمتلقي بشكل آني، على عكس الإعلام التقليدي الأحادي الاتجاه، وهو ما أدى إلى خدمة مصداقية الخبر أيضا عبر منافسة ضارية بين هذا الأخير والإعلام الجديد. وأمام تزايد عدد المتابعين والمستخدمين للإعلام الجديد، وخسارة الإعلام التقليدي في هذه المنافسة، ذهبت العديد من وسائل الإعلام التقليدي إلى تطوير نفسها وإعادة برمجة ذاتها لتصبح جزءا من الإعلام الاجتماعي وتندمج فيه.
فوز الإعلام الجديد في المنافسة ليس الإنجاز الوحيد الذي حققه، بل إنه نجح في تحويل عدة قضايا هامة إلى قضايا رأي عام عبر تداولها ولفت انتباه المجتمع والمسؤولين إليها، ولا شك أنه لا يمكن الحديث اليوم عن خدمة المواطنين والشعور بهموم الشعوب والاهتمام بشؤونهم العامة دون استخدام ممنهج لقنوات الإعلام الجديد ووضع خطة واضحة للاندماج فيه كمحور أساسي في منظومة المجتمع..
لقد فتح الإعلام الجديد الفرصة أمام الجميع، وبدون استثناء أو قيود، لطرح كل منهم ما يريده على المواقع التواصلية المختلفة والمنوعة، حتى يكون متاحا أمام العالم أجمع لمشاهدته ورؤيته والتفاعل معه، فهو ليس إعلام صحفيين وكتاب وقراء، ولكنه مجتمع متفاعل يتبادل فيه الأعضاء الأخبار والقضايا والمعلومات، هو منبر إعلامي حر مفتوح للجميع في كل مكان وزمان!
أروى قرقزان